الحساسية الغذائية

هل سبق أن شعرت بأعراض مزعجة بعد تناولك لطعام معين دون غيره؟ هل سمعت من قبل أن أحدًا قد نُقِل إلى المشفى بعد تناوله لغذاء ما رغم أن الأشخاص الذين قد أكلوا معه لم يتأثروا أبدًا؟

إن ذلك عادة ما ينتج عن حالة شائعة الحدوث بين الناس تدعى بالحساسية الغذائية، فماذا نعني بالحساسية الغذائية؟ وما هي أعراضها؟ وكيف يكون تشخيصها وعلاجها؟ دعونا نعرف كل ما يتعلق بهذا الأمر في المقال التالي.

قبل الحديث عن الحساسية الغذائية دعونا نبدأ معًا بشرحٍ مختصرٍ لمفهوم الحساسية بشكل عام، فالحساسية هي ردة فعل جهاز المناعة لتعرض الجسم لمواد معينة مسببة للحساسية مثل وبر الحيوانات وغبار الطلع والعث المنزلي وغيرها الكثير. ويشمل هذا التعريف أيضًا الحساسية الغذائية والتي تحدث عند تناول مادة غذائية معينة تحفز بدورها الجهاز المناعي ليقوم بردة فعل تجاهها.

كيف تحدث الحساسية الغذائية؟

على الرغم من أن المواد التي تسبب الحساسية الغذائية تكون عادة عبارة مواد غذائية مفيدة للجسم إلا أن الجهاز المناعي لا يراها بهذه الطريقة بل يتعامل معها على أنها مواد ضارة، فيحاول التخلص منها من خلال إنتاج الأضداد التي تهاجمها، وتترافق هذه العملية مع إفراز الهيستامين ومواد أخرى تسبب ظهور أعراض الحساسية مثل الانتفاخات والالتهابات والإكزيما الجلدية، وتختلف شدة الحساسية ودرجة خطورتها من شخص لآخر، إذ يمكن أن تتراوح شدة الحساسية من الخفيفة إلى الشديدة والتي تعتبر حالة مهددة للحياة قد تؤدي إلى حدوث الوفاة.

ما أهم الأغذية التي تسبب حدوث هذه الحساسية؟

أشهر الأغذية التي تسبب حساسية هي: بروتين حليب الأبقار، الكازين، البيض، الأسماك، فول الصويا، الفول السوداني وغيره من المكسرات، وقد يتحسس البعض على الجوز أو اللوز أو حتى الفستق والبندق، وبعض أنواع البذور قد تسبب ذلك أيضًا مثل السمسم، وحتى الفواكه لا تخلو من كونها مسببات للحساسية مثل الكيوي والخوخ والتفاح إضافة إلى بعض أنواع الخضار مثل الجزر والكرفس والبطاطا.

ما الأعراض التي نشعر بها عند التحسس من غذاء معين؟

الإقياء (الاستفراغ) والشرى (الأرتيكاريا) والوذمات (الإيديما – أو الانتفاخ) والحكة وهبوط ضغط الدم وتضيق المجاري التنفسية وقد يحدث فقدان للوعي.

 

كيف يكون تشخيص الحساسية الغذائية؟

يعتمد وضع التشخيص على إجراء تحاليل دموية تهدف لإيجاد الأضداد الموجهة نحو الأغذية المسببة للتحسس، ويمكن استخدام اختبارات جلدية فورية تتمثل بوضع مستخلص من المادة التي يشتبه أنها تسبب التحسس على سطح الجلد كباطن الذراع أو الظهر ومراقبة ظهور ردة فعل جلدية نحوها.

كيف نعالج الحساسية الغذائية؟

يتمثل العلاج بالوقاية، إذ لا يوجد علاج شافٍ بشكل نهائي من الحساسية الغذائية تجاه غذاء معين، ولكن هناك طرق متبعة من بعض المراكز تهدف إلى تعويد الجهاز المناعي بالتدريج على المادة المحسسة عن طريق تعريض الجسم لذرات أو كمية ضئيلة جدًا من تلك المادة المسببة للحساسية علمًا بأن أفضل وسيلة لمنع حدوث الفعل التحسسي هو تحديد نوع الغذاء الذي يسبب الحساسية ومن ثم تجنب تناول تلك الأغذية، أما في حال حدوث الحساسية فيمكن تخفيف الأعراض المرافقة لها من خلال أخذ أدوية من صنف مضادات الهسيتامين، فكما ذكرنا سابقًا تقود هذه المادة الكيميائية رد الفعل المناعي وهي مسؤولة عن ظهور معظم الأعراض، لكن في بعض الحالات الخطيرة يجب استخدام الأدرينالين.

ما الفرق بين عدم التحمل الغذائي Food Intolerance والحساسية الغذائية Food Allergy ؟

إن عدم التحمل الغذائي أكثر شيوعًا من الحساسية الغذائية، ويترافق مع ظهور أعراض مثل الانتفاخ والإسهال وتقلصات في المعدة والأمعاء، ويكون ذلك بسبب صعوبات في هضم بعض المواد مثل اللاكتوز، وهو السكر الموجود بشكل طبيعي في الحليب، ومن أهم الفروقات بين عدم التحمل والحساسية:

– قد تكون الحساسية الغذائية مهددة للحياة في الحالات الشديدة أما عدم التحمل فهو حالة بسيطة لا تشكل خطرًا على الحياة.

– تظهر أعراض الحساسية الغذائية خلال بضع دقائق من تناول الطعام المسبب للحساسية أما أعراض عدم التحمل تظهر بعد عدة ساعات أو أيام.

– تحدث الحساسية بمجرد تناول كمية صغيرة من الطعام المسبب للحساسية، بينما يتطلب ظهور أعراض عدم التحمل تناول كمية كبيرة نسبيًا من الطعام المسبب لعدم التحمل.

وفي النهاية نؤكد على ضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية وعلى أهمية الابتعاد عن المواد التي تثير رد فعل تحسسي في الجسم والاستعاضة عنها ببدائل غذائية، فعندما نلبي احتياجات الجسم ونبتعد عن ما يؤذيه فإن المكافأة ستكون صحة جيدة ومناعة قوية. تذكر دائمًا أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

المصادر:
1- https://www.nhs.uk/conditions/food-allergy/diagnosis/
2- https://www.allergy.org.au/patients/about-allergy/what-is-allergy
3- https://www.nhs.uk/conditions/food-allergy/

العودة إلى المدونة