الغذاء وصحة البشرة

الغذاء وصحة البشرة

من منا لا يرغب بالحصول على بشرة نضرة شابة خالية من التجاعيد؟

يحاول الكثير من الناس تحقيق ذلك بشتى الطرق فيقومون بشراء المستحضرات والمنتجات المختلفة لتجميل البشرة ويبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ويجربون الوصفات المختلفة التي قد تسبب ضررًا يتجاوز ما تحققه من فائدة مركّزين على العناية الخارجية فقط ومتناسين أن صحة البشرة لا تقتصر على ذلك وإنما يجب الاهتمام بها من الداخل، فالطريق نحو بشرة مثالية يبدأ من اختيار الغذاء، ولا بد أن ينعكس النظام الغذائي المتوازن إيجابًا على صحة الجلد وجمال البشرة ونضارتها.

من المعروف أن اتباع نظام غذائي غير صحي يؤدي إلى إلحاق ضرر بعملية الاستقلاب (التمثيل الغذائي)، وما يتبعه من تلف في مختلف الأعضاء مثل القلب والكبد والجلد إضافة إلى حدوث السمنة الزائدة التي تضر أيضًا بتركيب وتغذية البشرة وتؤدي إلى ترهل الجلد، فهل هناك مغذيات معينة علينا التركيز عليها؟ وما هي تلك المغذيات؟ وكيف نتأكد من أننا نحصل على ما يكفي منها؟

دعونا نضيء لكم درب الحصول على بشرة مثالية من خلال مجموعتين من النصائح، تضم المجموعة الأولى بعض التوصيات المتعلقة بالاختيارات الغذائية، فيما تتألف المجموعة الثانية من توصيات غير غذائية.

المجموعة الأولى: سنركز فيها على الترطيب ومصادر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

– اشرب كميات كبيرة من الماء: فالماء ضروري لترطيب الجلد والمحافظة على ليونته ومرونته مما يمنع ظهور الخطوط الدقيقة التي تتطور إلى تجاعيد عميقة إذ أنه يعزز تدفق الدم إلى البشرة مما يعطيها منظر النضارة والحيوية، ويساهم في سهولة حصول الخلايا على المغذيات والتخلص من السموم. يوصى عادة بالحصول على 8 أكواب من السوائل يوميًا من خلال شرب الماء وتناول الأغذية الغنية بالرطوبة مثل الفواكه والخضار والمشروبات وكل ما هو محتوي على نسبة عالية من الماء، مع الابتعاد طبعًا عن كل ما يفقدنا الماء من مشروبات غازية وسكر وملح وكافيين.

2- فيتامين A: احصل على كمية كافية من الفيتامين A، فهو يعمل كمضاد أكسدة أي مضاد للجذور الحرة والمؤكسدات الضارة التي تسببها العوامل الخارجية البيئية مثل: دخان السجائر وتلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية من الشمس، والعوامل الداخلية مثل السهر والضغوطات النفسية وكذلك عندما يقوم الجسم بتحويل الأطعمة المكررة الضارة كالسكر وغيرها إلى طاقة، ومضادات الأكسدة تحمي خلايانا – وعلى رأسها خلايا الجلد – من هذه الجذور. ومن أهم مصادر الفيتامين A: البرتقال، والجزر، والشمام، فهي مليئةٌ بالبيتا كاروتين التي تتحول في الجسم إلى فيتامين A، وهو موجود أيضًا في الخضار الورقية الخضراء، والبيض، ومنتجات الألبان. وبما أن فيتامين A من الفيتامينات الذوابة في الدهون إذ أنه يحتاج إلى الدهون كي يمتصه الجسم ويستفيد منه لذا فعلينا تناوله مع الدهون من مصادر طبيعية.

3- فيتامين C: احصل على كمية كافية من الفيتامين C فهو ضروري لتركيب كل الكولاجين في الجسم، والكولاجين والإيلاستين هي عبارة عن ألياف بروتينية تساعد على تماسك البشرة وبقاءها في حالة شابة قوية ومشدودة لفترة طويلة فلا تشيخ، ويحمي الفيتامين C كذلك البشرة  من التأثير المؤذي لأشعة الشمس التي تسبب إضعاف وتخريب ألياف الكولاجين والإيلاستين الموجودة فيها، وهو ضروري أيضًا لالتئام الجروح.. ومن أهم مصادر هذا الفيتامين: الحمضيات مثل الفواكه كالتفاح الأخضر والكيوي والبرتقال والكثير من  الخضار تحتوي على فيتامين سي مثل الليمون، والبروكولي والفلفل الحلو والحار وغيرهم.

4- فيتامين E: احصل على كمية كافية من الفيتامين E، فهو فيتامين ذوّاب في الدهون يعمل أيضًا كمضاد أكسدة داخل الجسم فيحمي البشرة من أضرار الجذور الحرة والالتهابات. ومن أهم مصادره: الدهون مثل المكسرات والبذور والزيتون والأفوكادو والخضار مثل والسبانخ والأوراق الخضراء.

5- أوميجا ٣: احصل على دهون أوميجا 3 إذ يشكو الكثيرون من نقصها مقارنة بالأوميجا 6 والتي على الرغم من أهميتها إلا أنها متوفرة بكثرة في الأطعمة فلا يُصادَف نقصها عادة بل زيادتها علمًا أن كلا الأوميجا  3 والأوميجا 6 تساعد في تركيب حاجز زيتي طبيعي للبشرة يلعب دورًا في المحافظة على نعومتها وشبابها. ومن أهم مصادرها: الزيت في الزيتون،وفي البذور مثل بذر الكتان وبذر اليقطين، والمكسرات مثل  الجوز، إضافة إلى أسماك المياه الباردة مثل السلمون.

6- السلينيوم: تناول الأغذية الغنية بالسيلينيوم فهو ضروري للجلد، إذ يمثل هذا المعدن دور مضاد للأكسدة يساهم في حماية الخلايا من تأثيرات الجذور الحرة التي تسبب عادة حدوث جفاف الجلد وظهور علامات الشيخوخة والتجاعيد في البشرة والكثير من الأمراض. وقد يساعد السيلينيوم على وقاية الجلد من الإصابة بالسرطان. يتواجد السلينيوم بكميات صغيرة في المنتجات ويسهل فقدانه مع التصنيع والتعرض للكيماويات ويفضل اختيار العضوي (خالي من الكيميائيات)  تجد عنصر السلينيوم في الجوز البرازيلي، والمشروم والروبيان ولحم الضأن وبعض أنواع الأسماك كالتونة والسلمون والسردين، إضافة إلى لحم البقر المطبوخ والديك الرومي والمحار ومعكرونة القمح الكامل.

 

بعد أن تناولنا الجانب الغذائي بشيء من التفصيل، سنأتي الآن إلى نصائح أخرى تتعلق بنمط الحياة:

1- تجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة أي ما بين الساعة العاشرة صباحًا والثانية ظهرًا، إذ تكون الأشعة أكثر إحداثًا للأذية في هذا الوقت. داوم على استخدام واقٍ شمسي واسع الطيف ذو عامل حماية من الشمس يبلغ 30 على الأقل حتى تؤمن لجلدك حماية من الأشعة فوق البنفسجية وتأثيراتها الضارة، وتذكر أن تعيد وضعه كل ساعتين.

2- االتدخين: نحن على علم بأثره الضار على البشرة  فهي تحصل على المغذيات والأوكسجين من مجرى الدم، والتدخين يؤدي إلى تدمير مضادات الأكسدة والفيتامين C، ويؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الجلد مما يقلل من تدفق الدم إليه فيصبح شاحبًا جافًا تظهر فيه علامات الشيخوخة بسرعة. كما أن التدخين يؤذي ألياف الكولاجين والإيلاستين التي ذكرناها سابقًا.

3- الرياضة: تعمل التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية وتزيد من تدفق الدم إلى البشرة فيزيد مدخولها من الأوكسجين والمغذيات.

4- النوم: إن حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم يمنح خلايا الجلد الوقت الكافي لترميم نفسها والتخلص من الفضلات التي بها والشفاء من أي ضرر قد لحق بها خلال اليوم.

5- التوتر والضغوطات تعلم كيف تحتوي وتسيطر التوتر والضغوطات والتخفيف من أثرها ومدتها ومحاولة العودة إلى الهدوء والسكينة في أسرع وقت ممكن حتى تسمح لهرمونات الإجهاد التي يضر ارتفاعها بالعودة إلى مستوياتها الطبيعية.

كي تحصل على النتائج المرجوة من بشرة مكافحة للتجاعيد ومتحملة للظروف الخارجية تحتاج إلى الاستمرار بالعناية اليومية والمحافظة على الصحة الجيدة بصفة عامة وصحة البشرة بصفة خاصة. وتذكر أن الطريق نحو عالم الجمال يبدأ من داخل الجسم كما ذكرنا، وأن مظهرنا الخارجي يتأثر كثيرًا بما نأكله. اعطِ جلدك ما يستحقه وستكون مكافأتك مظهر البشرة الجميل النضر الشاب.

المصادر:

 

 

العودة إلى المدونة